دلال نور زلزال يضرب قوة العميد أبها: محمد الشيخ
أكثر من باب للتساؤلات فتحه قرار صانع ألعاب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، قائد فريق الاتحاد محمد نور بإعلانه رغبة جادة في الرحيل عن فريقه والانتقال إلى آخر الموسم المقبل، وتهديده إدارة ناديه باعتزاله اللعب حالة عدم موافقتها على رحيله.
القرار المفاجئ لم يمنح أنصار العميد فرصة لاحتفال خاص بالتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الشباب بعد الفوز عليه 2/1 أول من أمس في جدة، وكذلك بعد أن نجح العميد في رد اعتباره أمام الليث الذي حرمه من الفوز بكأس بطولة خادم الحرمين الشريفين بهزيمة وصفت بالقاسية ووصلت إلى أربعة أهداف نظيفة.
ورغم مطالبة اللاعب بعدم تحريف كلامه الذي جاء في القرار والبحث عن أسباب قد لا تكون منطقية، إلا أنه فتح باب الاجتهادات أمام الجميع للبحث والتنقيب عن الأسباب الحقيقة التي دفعته لهذه الخطوة.
المدلل
عرف نور بفتى الاتحاد المدلل بالنسبة للإدارة والشرفيين والإعلام ومن قبلهم الجمهور في جدة _ مقر نادي الاتحاد_ ومكة المكرمة _ مسقط رأسه _، كما عرف بخط الدفاع الأول في ناديه وعدم تقبله لكل ما يقلل من شأنه سراً وعلانية نتيجة حبه الجارف للكيان، إضافة إلى غيرته على شعار العميد داخل وخارج الملعب وولائه غير المحدود للقميص الأصفر.
نفي
أول ما خطر بأذهان كل الرياضيين بمختلف انتماءاتهم فور إعلان اللاعب لقراره، هو إرجاع الأمر للنواحي المادية، وعدم تسلمه لبعض مستحقاته المتأخرة لدى إدارة النادي بعد تجديده لعقده قبل فترة، لكن اللاعب قطع هذا الطريق بتأكيده على أن الأمور المادية لم تكن سبباً في أي خلافات بينه وبين الإدارة، وأنه لم يقل يوماً إن النادي قصر في حقه، معترفاً بأفضال العميد عليه، وإن الاتحاد يمنحهم كلاعبين أكثر مما يمنحوه، لكنه في الوقت نفسه أكد تقديمه الكثير للنادي.
أسباب
إرجاع الشارع الرياضي قرار نور لأمور مادية لم ينتج من فراغ، وإنما لشواهد كثيرة تكررت في الفترة الأخيرة في صفوف العميد لعل آخرها تصريح المهاجم الدولي نايف هزازي الذي شغل الجميع عندما أعلن أنه سيفتح الباب أمام الجميع للتفاوض معه وهجر الاتحاد، مرجعاً ذلك لعدم التزام إدارة ناديه بوعود كان قد قطعتها له مقابل توقيعه عقداً احترافياً، وكذلك لعدم التزام بعض الشرفيين بوعود مماثلة عقب فوز فريقه على الهلال في نهائي بطولة دوري المحترفين المحلي.
وقبل أن تخمد نيران تصريح هزازي، عاد حارس المرمى مبروك زايد ليشعلها بتصريحات أقوى، وسبب ذلك تمادي الإدارة في مسألة تجديد عقده.
وقبل هزازي وزايد، شغل نور أيضاً الوسط الرياضي بمسألة عقده وكيفية تجديده في خلاف كشف الكثير والمثير.
دوافع
الكل اتفق على أن نور لم يتخذ قراره من باب اكتشاف مكانته فقط وسط الاتحاديين، وإنما هناك أسباب قوية ومباشرة أجبرته على إعلانه أن مباراة فريقه أمام الشباب آخر محطاته معه، حيث أكدت مصادر أن اللاعب عانى ضغوطاً نفسية بعد تصريحه عن مدربه كالديرون عقب خسارة نهائي كأس الملك أمام الشباب (صفر/4) وتحميله المدرب مسؤولية عدم إشراكه في المباراة من بدايتها رغم جاهزيته، وما تلا هذا التصريح من توبيخ له من داخل البيت الأصفر وخارجه، ما جعل اللاعب يعد أن ذلك إهانة كان يجب التصدي لها من قبل إدارة النادي، خصوصاً في جانب التعليقات والهجوم من خارج أسوار العميد.
غير مرئي
يبدو أيضاً أن هناك أسباباً غير مرئية، لكن بعض المصادر أشارت إلى أن نور قرر وضع إدارته بين خيارين أحلاهما مر، الأول بقاؤه واستمراره في الفريق مقابل ذهاب المدرب الأرجنتيني جابريال كالديرون، والخيار الثاني ذهابه هو مقابل بقاء كالديرون على رأس الجهاز الفني. لكن المصادر نفسها قالت إن للاعب بعض المشاكل التي لا يود الحديث عنها في الوقت الحالي.
حلول
نور استمر مثيراً للجدل بهذا القرار ووضع إدارة ناديه في وضع لا تحسد عليه، وحسب الاجتهادات فهو يطالب برد اعتباره أمام بعض من هاجموه بعد مباراة نهائي كأس الملك، فكيف ستفعل بعد أن مضى على ذلك فترة طويلة.
وحسب الاجتهادات أيضاً، يطالب بإبعاد المدرب الناجح بشهادة الجميع جابريال كالديرون، ولا يطالب بحقوق مالية.
لكن الأكيد أنه يطالب بالرحيل، فماذا ستفعل إدارة العميد المتمسكة باللاعب الذي يمثل حلاوة الاتحاد ونكهته وواجهته في الملاعب، فإن أقالت المدرب سقطت في نظر كثيرين، وأكدت دلالها فوق الطبيعي للاعب، وإن سمحت للاعب بالرحيل ستواجه ما لم يواجهه أهل العيص من زلازل في الفترة الأخيرة.
رحيمي: لو خيرت فسأستغني عن نور وأبقي على كالديرون جدة: عبدالرحمن القرني
في الوقت الذي أعلن فيه قائد الاتحاد محمد نور عزمه على الرحيل عن فريقه، وهو ما ربطه الاتحاديون بتأزم الوضع بينه وبين مدربه جابريل كالديرون، سرت أنباء تؤكد عدم رغبة صناع القرار الاتحاديين في التخلي عن المدرب، وتحديداً العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ الذي ينوي التجديد معه لموسم مقبل.
ورأى كثيرون أن تصريحات نور عبرت عن الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها إبعاد المدرب، مستفيداً من وضعه كإحدى الأوراق الهامة التي يمكن للنادي التضحية بأي لاعب أو مدرب مقابل الاحتفاظ بها.
من جانبه أكد عضو شرف الاتحاد مدني رحيمي لـ"الوطن" أن تلويح نور بالرحيل جاء بسبب انفعال، وتمنى ألا يغادر اللاعب النادي، وقال "كل ما قاله نور للمدرب بعد نهائي كأس الملك إنه جاهز، فيما كان للمدرب رؤيته في عدم الاستعانة به منذ البداية، وكان ذلك منطقياً بسبب انقطاع اللاعب عن التمارين، وهذه ليست سلبية من المدرب، ولا موقفاً ضد اللاعب بدليل أنه استعان به في أغلب مباريات الموسم".
وعما لو أصر نور على تخيير الاتحاديين بين بقائه ورحيل كالديرون أو العكس، قال رحيمي "لو كنت صاحب القرار سأقول له فوراً أعطني عرضاً يضمن لي حقوقي من أي ناد حتى لو من الأهلي أو الهلال أو النصر، وأعد لي ما أخذته مقابل عقدك، واذهب حيث شئت، لأن أي خيار آخر سيفتح الطريق بعد ذلك أمام أي لاعب ليكون صاحب قرار اختيار المدرب الذي يروق له وإبعاد من لا يروق له تبعاً لمصلحته الشخصية، وأنا لا أرى أن كالديرون قصر في عمله، فهو الوحيد الذي لم يخسر فريقه إلا مباراة واحدة في الدوري، ومباراة في كأس ولي والعهد بالترجيح، ومثلها في كأس الأمير فيصل دون الدوليين، وخسارة نهائي كأس الأبطال رغم الظروف التي أحاطت بالنهائي بطرد لاعبين من الشوط الأول، وبالتالي فهو يستحق أن يبقى، وهو من قدم عدداً كبيراً من اللاعبين الذين يستطيعون المشاركة في أي وقت، كما قدم فريقاً لايقهر من خلال البطولات الخمس التي شارك بها".
وعن قول نور إن المدرب ضمه قبل مباراة للأهلي رغم أنه كان قد أجرى قبلها عملية جراحية، قال "الظروف والحاجة دفعت كالديرون للتصرف بهذه الطريقة، وربما كان يريد إشراكه من خلال دكة البدلاء ثم الاستعانة به في المباراة كما حدث في مباراة الشباب أول من أمس مع هشام بوشروان العائد من الإصابة، والمدرب يستعين باللاعب وفق مخططه للمباراة، ونور دعامة رئيسة في الفريق، لكنه ليس كل الفريق، فالاتحاد خسر بمشاركة نور وفاز وكسب بغيابه، ولا يجب أن نعطي الأمور أكثر مما تحتمل".
وشدد رحيمي على أن في الاتحاد رجالاً يستطيعون احتواء الأمر وإعادة المياه إلى مجاريها.